في بيئة الأعمال سريعة الخطى اليوم، تعد المرونة Agilityهي مفتاح النجاح. المؤسسات التي يمكنها الاستجابة بسرعة للتغييرات وتقديم قيمة لعملائها هي تلك التي تزدهر وتنمو وتبقي على حظوظها. وفقا لبحث نبض المهنة الخاص بمعهد إدارة المشاريع PMI، منذ عام 2012، أبلغت 72% من المؤسسات عن زيادة المرونة، مما يشير إلى أن المرونة أصبحت قوة متنامية في كيفية تنفيذ المؤسسات لمبادراتها.
المرونة Agility لا تتعلق فقط باستخدام منهجية أو عملية محددة؛ بل يتعلق الأمر بالتركيز على الأشخاص والعمليات والثقافات لخلق بيئة عمل يمكنها التكيف مع التغيير وتقديم القيمة. تدرك المؤسسات التي تتبنى المرونة أن كل مشروع مختلف، وأن نهجاً بمقاس واحد يناسب الجميع قد لا يعمل دائما بشكل أفضل. هناك أكثر من طريقة لإنجاز المشاريع والمهمات.
يلعب محترفو المشاريع دورا مهما في مساعدة المؤسسات على تحقيق المرونة. يجب عليهم بناء مجموعة متنوعة من الطرق والمنهجيات Way of Working WoW لتقديم المشروع والقيمة. قد يختارون نهجا رشيقا أو تنبؤيا أو هجينا، اعتمادا على المشروع. كل نهج له نقاط قوة وضعف، ويجب على محترفي المشاريع اختيار النهج الذي يناسب متطلبات المشروع.
تعتبر الأساليب الرشيقة، مثل Scrum أو Kanban، مناسبة تماما للمشاريع ذات المتطلبات المتغيرة أو عدم اليقين الشديد. فهي تعزز المرونة والقدرة على التكيف، مما يسمح للفرق بالاستجابة بسرعة للتغييرات وتقديم القيمة بشكل تدريجي، وعلى صعيد أخر تعتبر الأساليب التنبؤية، مثل Waterfall أو PRINCE2، أكثر ملاءمة للمشاريع ذات المتطلبات المحددة جيدا وعدم اليقين المنخفض؛ فهي تعزز التحكم والقدرة على التنبؤ، مما يسمح للفرق بتخطيط وتنفيذ المشاريع بثقة عالية. تجمع الأساليب الهجينة بين الأساليب الرشيقة والتنبؤية، مما يسمح للفرق بتكييف النهج وفقا للاحتياجات المحددة للمشروع.
بغض النظر عن النهج، فإن الهدف النهائي هو دائما تقديم القيمة. يجب أن يركز محترفو المشاريع على فهم احتياجات العميل وتقديم القيمة التي تلبي تلك الاحتياجات. وهذا يتطلب فهما عميقا لمتطلبات العميل وأهداف المشروع والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
يجب أن تركز المؤسسات أيضا على خلق ثقافة تدعم المرونة. وهذا يعني تمكين الفرق وتعزيز التعاون وتعزيز ثقافة التحسين المستمر‘، الفرق ذاتية التنظيم، القيادة الخادمة، دعم الابتكار وحرية طرح المبادرات. وهذا يعني أيضا الاستثمار في الأدوات والتقنيات المناسبة لدعم تلك المرونة، مثل برامج إدارة المشاريع الرشيقة وأدوات التعاون والأطر والمنهجيات الرشيقة.
في الختام ، تعد المرونة قوة متنامية في كيفية تنفيذ المؤسسات لمبادراتها. يلعب محترفو المشاريع دورا مهما في مساعدة المؤسسات على تحقيق المرونة من خلال بناء مجموعة أدوات متنوعة من منهجيات تسليم المشاريع والقيمة. من خلال فهم أن كل مشروع مختلف واختيار النهج الذي يناسب متطلبات المشروع على أفضل وجه، يمكن لمحترفي المشاريع تقديم قيمة تلبي احتياجات العميل، وتدعم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة. في النهاية ، الهدف النهائي للمرونة هو دائما تقديم قيمة، ويجب على محترفي المشاريع التركيز على تحقيق هذا الهدف من خلال مزيج من الأشخاص والعمليات والثقافة.